عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى :
إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) رواه البخاري
إن قول " إن لم تستح فاصنع ما شئت "
هو قولاً مأثور عن أنبيائنا المُرسلين .. أخذه الناس عنهم وتداولوه بينهم
ثم إنتقل إلي اللاحقون منا ومن قبلنا السابقون عنا ،
وليس المراد بهذا القول هنا أن نصنع ما نريد وأن نفعل ما نشاء !
ولكن المراد هو التهديد والوعيد لأنه إن لم يكن لدينا حياء فـ سنفعل ما نشاء
ولكن يجب علينا أن ننتظر من بعده جزاء الله وحسابه وذلك من قوله تعالى
"
" اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " سورة فصلت
أي أن الله سبحانه وتعالى يعلم كل ما نقوم به ويبصره ويعرفه
والمعنى الأخر هنا في هذه المقولة :
أن الحياء هو ما يمنعنا عن فعل القبائح والمعاصي
وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى أولاً
ثم يغضب الناس من بعده ويسبب لهم المصائب والمهالك
ويسبب لنا الوقوع في الفحشاء والمنكر
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله قال ليس ذاك
ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى
ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء}
حديث حسن رواه الترمذي
وقال أحد السلف الصالح : ألا تعمل في السر شيئاً تستحي منه في العلانية
أي أن تمنع نفسك في السر عن عمل الأشياء التي تخجل منها في العلانية
والحياء هو خلقاً طبيعي أكسبه الله للإنسان لكي يمنعه من إرتكاب المعاصي والذنوب
وهنالك نوعاً آخر من الحياء يكتسبه الناس عند معرفة عظمة الله سبحانه وتعالى
وقدرته التي لا تخفى عن آي مخلوق على وجه الأرض أو في السماء
لذلك علينا التحلي بـ صفة الحياء لأنه إذا نُزع الحياء من العبد
سـ يضل طريقه في حياته وسـ تكثر الذنوب والمعاصي