اقصانا يأن ويستصرخكم يا مسلمين ... يا عرب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هي قالت " صديقتي نزفت ألماًً "
وأحببت أن تنقل لكم مشاعرٌ تناديكم يا مسلمين وتستحلفكم بالذي خلق الجبال
وقهر العدوان أن تخلصو لمن خلق الأكوان

في ذلك الصباح اصطففنا افواجا ..طال الإنتظار وطال مع قوة رعشات برد الصبح التي كانت تسري في عروقنا
وتتسارع دقات القلب مع سرعة خفقان قلبي شعرت انه يكاد يخرج من ضلوعي حين
كنا واقفين أمام الحاجز كل منا ينتظر الحصول على اذن الموافقة للدخول
انتظرنا...انتظرنا وضاقت علينا الارض بما رحبت ....ضاقت انفاسنا...الخوف
والتوتر يزداد بيننا لان الكثيرين عادو ادراجهم مطأطئي الرؤوس
مدججيين بالأحزان والالام وخيبة الأمل لأن عدوا حقيرا منعهم من العبور
مر الوقت ثقيلا عليّ حتى اتى دوري وقفت امام الظلام وأنا اشعر بأن شموخ
فلسطين يسكن اضلاعي بأن ثورة شعبي تسري في دمي شعرت بقوة غريبة لا اعرف
مصدرها
علما بأنها كانت منذ وهلة خوفا ورعبا قاتلين

نطق
ذلك الجندي الذي كانت ملامح وجهه قاسية انتي كبيرة لا يسمح لك بالمرور
حينها استفزني هو وزميلته بكلماتها البذيئة المستفزة في تلك اللحظة دفعتها
بعيدا عني
ورمقتها نظرة حقد وكره وما كان منها الا ان دفعتني بكل قوتها حتى كدت اسقط ارضا
بعدها عدت الى الطابور الطويل امام المعبر انتظر فرصة اخرى للعبور أو
بالاحرى فرصا اخرى لان ذلك تكرر مرات عديدة وفي كل مرة كانت الصعوبة تزداد
حيث أن وابل الاهانات يزداد والتعذيب النفسي تشتد وطأته علي لكن ما كان
يعزيني اخواتي في الله اللواتي شاركنني هذه التجربة لانهن كن يحاولن
العبور مثلي
مل الجنود منا ومن محاولاتنا ومن صمودنا حتى طال بهم الامر وقامو بضربنا
نحن بنات الاسلام بنات فلسطين ..يا للعار الذي وصلت اليه أمتنا
لم اقف عند هذه الحالة كثيرا لان قلبي كان معلقا بامي التي عادت لاجلي
مرات عديدة ولكن لم يسمحوا لها بالوصول الي وهي في الطرف الاخر من الحاجز
امي تلك المرأة التي اعتبرها تجسيدا لوطني فلسطين بكل ما فيه من عزةوفخار امي هل يهون علي أن اراك خائفة قلقة لاجلي لا وألف لا
ثرت غضبا كأن كل براكين الدنيا سكنتني..قهر الم ممزوجان ببراكين غضبي نتج
عنهم قوة لامحدودة غيظا مشاعر لا استطيع أن اصفها بكل كلام الدنيا وعباراته
بعد ذلك الصراع الطويل مررت وزميلاتي في الشقاء من الحاجز فرحت واشرق وجهي هنيهة حتى رأيت حاجز اخر حاجزاً وجنود ومعاناة جديدة
بعدها ركضنا متشابكات الايدي مسرعات ترافقنا ضحكات عالية تطير بنا نحو
المأساة الجديدةحتي صعدنا الجبال حتى أدخلنا صندوقا من حديد فأغلق علي
وعلى أكثر من ألف رجل وأمراة في ذلك المكان الذي لا يتسع لنا

أقسم
بالله بأن الذي حدث معنا فيه وهاهم يتركوننا فيه لساعات وساعات يطلقون
علينا القنابل فنراهم يقهقهون ويرمون بأنفسهم أرضا من شدة الضحك علينا
ونحن نموت من شدة الالم لان كل منا تمنى أن تشق الأرض وتبلعه بدلا من ان
يلامس جسده جسد الاخر وهل هناك غيظ اكبر من هذا ؟؟ وهل من قهر أعظم ؟؟..
بعد صلاة الظهر جاء نذل من هؤلاء الأنذال يصرخ علينا ويقول عودو الى
بيوتكم لأن هذاهو القرار النهائي حينها قررت بعض الفتيات الرحيل لأن اليأس
سكن بين ضلوعهن لكنني أبيت بشدة العودة معهن

وظللت
اكرر عبارت تنسج الامل قلت ارحل لن ارحل احمل من الامل ما لا يحمل لدي من
الايمان والثقة ما يملأ الوطن ...عدت الى حاجز اخر الذي كان الي الأمل
الاخير في الدخول الى الأقصى
حاولت وحاولت لكن دون جدوى في النهاية ... عادت الفتيات ادراجهن الى بيوتهن منهارات مرددات حسبي الله ونعم والوكيل

عاد الجميع خائبين الا انا وفتاة واحدة صممنا أن نبقى ... الهي ها هو
الجدار امامي وصرخات قلبي تتعالى والالم يزيد الهي هذا القلب لم يعد
يستحمل ها هو ينزف لحال امتك يا الله
الان حاولت ان انتهز فرصة التهاء الجنود بالحديث ركضت نحو المعبر وعبرت
منه وركضت نحو الباص فاذا بي افاجىء بالجنود باستقبالي مع اقبح الكلمات
ولكني لم استسلم ركضت وركضت وواصلو ملاحقتي ثم امسكو بي واعادوني الى نقطة
البداية وانا اجر الحسرة في قلبي
والتعب في جسدي المنهك وحلقي الذي تيبس من كثرة الصراخ ولانني كنت صائمة والطقس كان حارا
في النهاية اصبح الوضع متأزما وحين ادركت استحالة دخولي عدت ادراجي وفي
وجداني صوت يصرخ اين انتم يا مسلمون ؟؟!اين العروبة والمروءة اين لاخ
الدين ايت المعتصم واااه معتصماه
بعد معانتي الطويلة مرت ايام قليلة عدت لادخل الاقصى وقد اقسمت بأني سأدخله هذه المرة ولو كلفني ذلك حياتي

وحتى استطيع العبور دون كل تلك المعاناة لي ولاهلي جربنا طريقا اخر و
معابر اخرى علها تفرج ومررنا من طرق ملتفة وغير منتظمة والقدس الحبيبة
امامنا محاطة بذلك الجدار الذي يختقها وهي تصرخ وتقول متى اتحرر اين منقذي

وصلنا المعبر وكالعادة باءت محاولاتي الأولى بالفشل حتى اذن الله لي
بالمرور حيث ان ذلك الجندي الحقير ابتعد عن المعبر للحظة ومررت دون ملاحظة
احد لانهم شغلو مع شخص اخر
رغم كل التشديد مررت رغم كل البوابات والاغلاقات مررت نصرني ربي طرت من الفرح ركضت اسفل الجبل الذي كان امام المعبر بسرعة البرق

ومع حفظ الله ورعليته وصلت الاقصى بعد طول عناء حين رأيته شامخا امامي
عرفت بانه سيغشى علي من الفرح.. لله درك يا اقصى ما أعظمك يا مسري رسول
الله .
الحمد لله الذي من علي بأحياء ليلة القدر في أقصانا...
يا الهي لن تصف الكلمات شعوري ...فلكم مشهد يصور لسان حال ليلتي في الاقصى .. لم اجد خيرا من وف صلاة فيه ولتكن صلاة المغرب

عند الأذان انتشر جميع الناس ليفطرو في ساحات الاقصى بل وفي كل مكان في
رحاب الاقصى المبارك وكان المشهد جميلا حيث هناك من يأكل وهناك من يشرب
وهناك من يفطر وهناك من يتوضأ وهناك من يتضرع لله خاشعا
ولما اقيمت الصلاة خلال بضع ثوان حشد الناس واصطفوا في صفوف منتظمة كانو
كلوحة فنية تحتاج الالف السنين لتظهر في هذا الاتقان والابداع سبحان الله
من كان منكم بكل قوته وجبروته أن يسيطر على الميدان خلال بضع ثوان

قل موتو بغيظكم أيها اليهود انتم يا اعداء الله ..اما انت ايها المسلم ألا يقشعر بدنك عندك سماعك كلمة اقصى ؟

اذن كفاك نوما هيا فلتصحو من سباتك الطويل بالله عليك هيااااا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]